مخاوف الحمل: متى تقلقي ومتى تنسين الأمر


 

من الطبيعي أن تتأكدي عندما تكونين حاملا، ولكن ما هي المخاوف الحقيقية و المخاوف المبالغ فيها؟ سألنا الخبراء ووفرنا لك المعلومات التالية:

يجلب الحمل تغيرات شديدة في المشاعر مثل الفرح المطلق، وفي الغالب القلق المطلق: هناك ضغوطات التخطيط و التغيرات الكبيرة في الجسم و قائمة لا منتهية لما عليك فعله و ما عليك تجنبه و حقيقة أن إنسان صغير بداخلك. تقول ايميلي كوهين موريرا وهي معلمة معتمدة الولادة: “من الواضح أن الحمل مسعى عالي المخاطر، و من الطبيعي أن تشعري بالقلق من حدوث شيء خاطئ.” ولكن في حين أن بعض المخاوف قد يكون لها مبرر فإن البعض الآخر ليس كذلك، إليك ما تقوله الأمهات الحقيقيات و نصائح الخبراء حول “ماذا لو؟” في المنظور الصحيح.

  • ماذا لو سحقت طفلي عن طريق الخطأ؟

تقول هيذر: “كنت دائما خائفة من أن أتدحرج بطريقة ما على بطني و أنا نائمة وأسحق الطفل! يجعلني هاذا أضحك الآن، كان من شبه المستحيل لي أن أتحرك، لقد كانت بطني كبيرة جدا. لذا ففكرة التدحرج على بطني أثناء النوم كانت مرحة جدا”.

التحقق من الواقع: نسمع هذا كثيرا، إذا كنت معتادتا النوم على بطنك، فمن المعقول أن تقلقي بشأن التراجع إلى هذا الوضع في منتصف الليل. ولكن في الحقيقة يمكنك الاسترخاء جسمك يحمي طفلك بشكل طبيعي. تقول آشلي رومان أخصائية أمراض النساء و التوليد وطب الأجنة:” في الواقع في المراحل الأولى للحمل من الآمن النوم على بطنك، بمجرد أن يبدأ بطنك في النمو لن يكون من المريح أو حتى من الممكن الاستلقاء لفترات طويلة على بطنك. لذلك من المحتمل أن تقومي بتغيير وضعية نومك قبل وقت طويل من التسبب بأي ضرر للجنين.

  • ماذا لو أكلت شيئا سيؤدي الجنين:

تقول شانون: “كنت أقرأ باستمرار كتب الحمل و أتأكد من الملصقات من أني لم أتناول الجبن الطبيعي أو الكثير من الكافيين. لقد عشت الكثير من الخوف في الحمل، وأعزي ذلك إلى الإفراط في البحث عن كل شيء”.

التحقق من الواقع: مع كل نصائح تناول هذا ولا تتناول هذا التي تحصل عليها أثناء الحمل، من السهل أن تبالغ في الهوس. تقول كوهن موريرا: “من المهم اتباع الإرشادات بشأن ما تأكلينه و تشربينه أثناء الحمل، ولكن تذكري أيضا أن هذه القوائم ليست كلها مصنوعة من طرف اختصاصيين. يمكن للمرأة أن تستثمر بشكل مفرط لتأكد من أنها تفعل كل شيء بشكل مثالي، إلا أنه من غير المحتمل حقا أن يؤدي خطأ للضرر بالجنين”.

جاءت معظم التحذيرات للمساعدة في تقليل من التسمم الغذائي الذي يمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة أثناء الحمل. تقول الممرضة ريبيكا ديكر: “أكبر المخاوف هو داء الليستريات، وهو عدوى بكتيرية يمكن أن تحصلي عليها من تناول جرع باردة و ملوثة للجبن. ولكن لحسن الحظ هذا النوع من العدوى ناذر للغاية هذه الأيام، لأن المرأة الحامل ستحتاج لتناول حوالي خمسة ملايين حصة جبن طري قبل أن تصاب بحالة الليستاريا”.

بالطبع لايزال عليك تجنب الأطعمة المسببة للمشاكل، مثل اللحوم النيئة و الكحول و المأكولات البحرية النيئة و الحليب و الجبن غير المبستر. ولكن إذا عضضت عن غير قصد شريحة من التوت البري غير المبستر في سلطتك فلا تقلقي.

  • ماذا لو فقدت الطفل؟

تقول بيث: “كان خوفي الأكبر هو الإجهاض، لقد كان خوفا مستمرا. في نهاية اليوم لم يكن هناك شيء يمكنني فعله بعد تناول الطعام الصحي و الراحة للحفاظ على سلامة طفلي و صحته. ولكن في كل لحظة بقيت فيها حاملا، شعرت بالرغبة في تقبيل الجميع”.

التحقق من الواقع: من الصعب التعامل مع الخوف من التعرض للخسارة، يقول الطبيب فهيمه ساسان: “إن قلقك هو جزء طبيعي من كونك إنسانة، ولا بأس بالقلق لأنه ليس شيئا يمكنك التحكم به أو منعه، و إذا حدث لك فأنت لست الوحيدة”.

من المهم أيضا معرفة الإحصائيات، وفقا لديكر فإن 1 من كل 10 حالات حمل ينتهي بها الأمر بالفقد المبكر، مع حدوث حولي 80 بالمئة خلال الأسابيع 12 الأولى. و تقول أنه بحلول الثلث الثاني من الحمل ينخفض هذا الخطر إلى 1 بالمئة، لذلك إذا تجاوزت 14 أسبوعا يمكنك الاسترخاء.

  • ماذا لو تدفقت مياه الرحم في مكان عام؟

تقول إيريكا: “ماذا أفعل إذا كنت أقود السيارة أو أتسوق البقالة أو أتناول الطعام في مطعم و انفجرت مياه الرحم؟ كيف يمكنني شرح مقعدي المبلل و سروالي الرطب؟ هذه المخاوف أبقتني في المنزل حتى الولادة”.

التحقق من الواقع: على عكس ما ترينه في الأفلام، لا يبدأ المخاض عادة بهذه الطريقة. أقل من 15 بالمئة من النساء يحصلن على مياه الرحم قبل بدء التقلصات. يقول ساسان: “حتى لو حدث ذلك فإنه ليس عاصفة مفاجأة، ولكن مجرد سيلان بطيء و مستمر. لحسن الحظ أنه إذا اندلعت مياه رحمك علنا، فستكونين الوحيدة التي تعلم بذلك”.

  • ماذا لو حصلت على مخاض مبكر؟

تقول جينفر: “في البداية اعتقدت أني أشعر بجنون العظمة، ولكن في الواقع انتهى بي المطاف بولادة توأم في الأسبوع 21. أمضيت 5 أشهر راحة في الفراش قبل أن أنجب طفلين أصحاء رغم صغرهما”.

في الواقع: وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض و الوقاية منها يؤثر المخاض المبكر على حوالي 1 من كل 10 حالات حمل في الولايات المتحدة الأمريكية. لذا فإن الخطر حقيقي، وهو أعلى إذا كنت تدخنين أو تعانين من عدوى أو تحملين مضاعفات أو عانيت من الولادة المبكرة من قبل. يقول ديكر إن الأطباء في الغالب لا يعرفون سبب الولادة المبكرة، وفقا للكلية الأمريكية لأطباء التوليد و أمراض النساء فإن حوالي 3 من كل 10 حالات مخاض مبكر تتوقف من تلقاء نفسها، وإذا لم يكن الأمر كذلك يمكن أن تساعد بعد العلاجات على إطالة فترة الحمل أو إعداد الطفل الولادة. اتصلي بطبيبك على الفور إذا كنت تعتقدين أنك تعانين من مخاض مبكر.

  • ماذا لو تبولت في سروالي في الأماكن العامة؟

تقول إيريكا: “في كل مرة كنت أضحك أو أعطس أو أسعل أثناء المشي أو التنقل كانت مثانتي تخذلني. لذا كنت أرتدي قمصانا طويلة جدا في حالة غمرتني”.

التحقق من الواقع: لن نكذب هنا، يمكن أن يحدث التسرب في أي وقت. عندما تكونين بالمراحل الأخيرة من الحمل، فإن الضحك المفاجئ أو العكس أو السعال سيسبب لك تبولا. حل بسيط؟ يقول ساسان: “اذهبي إلى الحمام بانتظام كل ساعة أو ساعتين، إذا أبقيت مثانتك فارغة فسيقل احتمال التسرب”.

  • ماذا لو لم أكن متهيئة لرعاية طفل حديث الولادة؟

تقول سوزان: “كنت قلقة من ألا أتمكن من رعاية طفلي جيدا، لأني لم أكن لأغير حفاضات أي طفل لولا ابنتي”.

التحقق من الواقع: في حين أن مرحلة الحمل تكون محمومة و مرهقة، فمن المحتمل أن لا يستغرق الأمر وقتا الولادة. تقول كوهين موريرا: ” من الجيد تعلم بعض الأشياء قبل الولادة حول كيفية رعاية الطفل و التعامل معه، ولكن معظم الأمور ستتعلمينها بمجرد وصوله. سيكون لدى جميع الأمهات و الآباء الكثير من الفرص للتعلم”.

تقول سوزان أنها كانت “كوميديا أخطاء” في البداية عندما أعادت طفلها للمنزل، لكنها اكتشفت ذلك بسرعة فائقة. لذلك حتى لو لم تري حفاضة من قبل وليست لديك أدنى فكرة عن التقميط، فلا تقلقي ستتعلمين بسرعة.